منوعات

مركز الدرعية لفنون المستقبل و”سكاتاريلا أسوسياتي” يفتتحان معرض “البصمة الخفيفة” في البندقية

افتتح مركز الدرعية لفنون المستقبل – أول مركز متخصص في فنون الوسائط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا – بالتعاون مع شركة “سكاتاريلا أسوسياتي” للهندسة المعمارية، اليوم، معرض “البصمة الخفيفة” في مؤسسة كويريني ستامباليا، بمدينة البندقية، بالتزامن مع انطلاق بينالي البندقية للعمارة 2025، ويستمر إلى 15 يونيو، مستعرضًا مسيرة تطوير التصميم المعماري المتميّز لمقر المركز في الرياض، بوصفه نموذجًا رياديًا عالميًا.

ويسلّط المعرض الضوء على المفاهيم المعمارية التي شكّلت تصميم مقر مركز الدرعية لفنون المستقبل، من خلال عرض نماذج معمارية، ورسومات، ومقاطع فيديو، وصور فوتوغرافية، ومواد أرشيفية متخصصة، تعكس مراحل تطور المشروع ورؤيته التصميمية المتفرّدة.

حضر افتتاح المعرض، المستشارة في وزارة الثقافة منى خزندار، ومدير مركز الدرعية لفنون المستقبل الدكتور هيثم نوار، والمعماريون أماديو وأندريا سكاتاريلا، الشريكان المؤسسان في مكتب “سكاتاريلا أسوسياتي”، وشارك الحضور في جولة تعريفية داخل المعرض، قادتها القيّمة الفنية مارتا فرانكوتشي، وتناولوا خلالها الأسس المفاهيمية والمعمارية التي قام عليها تصميم المبنى.

ويقدم معرض “البصمة الخفيفة” ضمن المعرض الجماعي (Intelligens Naturale, Artificiale)، الذي ينسّقه القيّم الفني كارلو راتي في مبنى “الأرسينالي”، أحد أبرز المواقع ضمن البرنامج الرسمي لبينالي البندقية للعمارة 2025. ويؤكد هذا الافتتاح التزام مركز الدرعية لفنون المستقبل برفع معايير الممارسة الثقافية والمعمارية في المملكة، وتعزيز حضوره العالمي بوصفه مساحة ابتكار تتقاطع فيها الهويات المحلية مع الرؤى العالمية، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

ويشكّل مقر مركز الدرعية لفنون المستقبل، الذي صمّمه مكتب سكاتاريلا أسوسياتي، علامة فارقة في تصميم المعالم الثقافية المتقدّمة تقنيًا، بفضل دمجه بين البعد التاريخي والرؤية المستقبلية، حيث نُحت المبنى في جرف الدرعية الطبيعي، مستلهمًا عناصره من التقاليد النجدية، والمواد المحلية، وفلسفة معمارية تركّز على الاستدامة والاتصال الثقافي والإنساني مع البيئة المحيطة.

وقالت منى خزندار: “يسرّنا أن نشارك رؤيتنا لمركز الدرعية لفنون المستقبل بالتزامن مع افتتاح بينالي البندقية للعمارة 2025، فهذا المشروع الريادي يجسّد التزامنا بتطوير مؤسسات ثقافية مستقبلية، تدعم التجريب الجريء، وتُتيح أشكالًا ومسارات جديدة من التعبير الفني، منطلقة من تراثنا الثقافي المتفرّد، ومن خلال مشاريع مثل مركز الدرعية، نُسهم في رسم معايير جديدة للمؤسسات الثقافية المعاصرة، ونرسّخ مكانة المملكة عاصمةً عالميةً رائدةً للتبادل الثقافي”.

من جانبهما، بين المعماريَّان أماديو وأندريا سكاتاريلا، أن العمارة يجب أن تُقاوم التشابه العالمي الذي يُفقد الأماكن هويّتها، من خلال احتضان الخصوصية الثقافية للمكان، حيث أسهم التعاون مع مركز الدرعية لفنون المستقبل، في تصميم مجمّع معماري متجذّر في سياقه المحلي، يعتمد على المواد الطبيعية، والاستمرارية التاريخية، وقيم التقاليد النجدية، لصياغة لغة معمارية معاصرة تنتمي إلى بيئتها.

يذكر أنه بمبادرة من هيئة المتاحف التابعة لوزارة الثقافة، أُسّس مركز الدرعية لفنون المستقبل في قلب الدرعية التاريخية والمُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ليكون صرحًا للفنون والبحوث والتعليم، يعتمد نهجًا إبداعيًا متعدد التخصصات في تقاطع الفن والعلم والتكنولوجيا. صُمّمه مكتب “سكاتاريلا أسوسياتي” على مساحة 6,550 م²، وفق معايير تدمج الحداثة الجمالية والجذور النجدية العريقة، بمرافق تقنية متقدمة تُجسّد تطلعات المملكة لتأسيس مؤسسات ثقافية تتسم برؤية مستقبلية متجذّرة في هويتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى