البحرين تتجه لتصبح قبلة سياحية عالمية.. ومركز المعارض فيها علامة فارقة
بخطوات متطلعة إلى تحقيق الريادة فتحت مملكة البحرين الأبواب مشرعة أمام النهوض بالقطاع السياحي في البلاد إيمانا منها بتأثيره البالغ على نمو اقتصادات الدول وسعيا نحو إبراز مكانتها كمركز سياحي عالمي.
وتسعى المملكة عبر تضافر جهود الجهات المعنية إلى تفعيل الاستراتيجية السياحية (2022 – 2026) التي تهدف الى زيادة تنافسية المملكة وتعزيز مكانتها كوجهة سياحية عالمية وجذب المزيد من الاستثمارات.
ويمثل مركز البحرين العالمي للمعارض في منطقة (الصخير) أحد أروع الإضافات النوعية لقاعدة الاستثمارات في المملكة والذي يذهل الناظرين اليه بتحفته المعمارية والأروقة المذهلة التي يمتزج فيها الإبداع بالأصالة العربية.
ويحتوي هذا الصرح المعماري الفريد بتصاميمه الهندسية المميزة والمستوحاة من التاريخ العريق لمملكة البحرين على 10 قاعات متعددة الاستخدامات أقيمت على مساحة إجمالية تقدر بنحو 95 ألف متر مربع مجهزة بمكاتب ومساحات تخزين ومرافق متعددة.
ويحتضن المركز قاعات منفردة ومزدوجة بارتفاعات مختلفة تبلغ 10 و12 و14 مترا تمكنه من استضافة مجموعة واسعة من المعارض والمؤتمرات والفعاليات.
قد يكون السؤال الأهم هو معرفة قصة المركز وأبرز إنجازاته منذ تدشينه في نوفمبر 2022 وسبب حصده لحزمة من الجوائز فضلا عن السؤال حول كيف يمهد لمستقبل أكثر إشراقا في صناعة المؤتمرات والمعارض.
وللإجابة عن تلك الأسئلة أجرت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) لقاء مع الرئيسة التنفيذية لهيئة البحرين للسياحة والمعارض سارة بوحجي التي أكدت أن تأسيس المركز يأتي انطلاقا من رؤية استراتيجية متكاملة تهدف الى أن تصبح المملكة وجهة مفضلة لسياحة الأعمال وصناعة الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض.
وذكرت بوحجي أن المركز حقق خلال أكثر من عام ونصف من عمره الكثير من المساهمات الاقتصادية مع تمكنه من استضافة عدد كبير من الفعاليات المحلية والإقليمية والدولية المرموقة.
واعتبرت أن هذا النجاح يشكل علامة فارقة في تاريخ مملكة البحرين بما يمهد الطريق واسعا أمامها نحو مستقبل أكثر إشراقا في صناعة الاجتماعات والمؤتمرات والمعارض مشيرة الى ان المركز ساهم في المحصلة النهائية بتعزيز معدلات نمو الاقتصاد غير النفطي ودعم القطاعات المساندة للسياحة مثل الضيافة والفنادق والنقل والخدمات اللوجستية وغيرها.
وشددت على أن العمل قائم على قدم وساق في عدة مشاريع حسب ما هو مخطط له في الاستراتيجية السياحية (2022 – 2026) وذلك بهدف إنجاز عدة مشاريع تضمن جعل المملكة في مصاف الدول السياحية الرائدة بالمنطقة سواء على مستوى سياحة الترفيه او الاعمال.
وبينت حرص الهيئة على إعداد أجندة حافلة بالفعاليات السياحية والترفيهية طوال العام وذلك لزيادة مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي وإبراز مكانة البحرين كمركز سياحي عالمي.
ولفتت بوحجي الى ان جهود الهيئة ومشاريع التطوير السياحي المستدام تتركز على الشمولية والتكامل بوتيرة متسارعة بما يغطي الركائز الرئيسية السبع في استراتيجية السياحة وهي (الواجهات والأنشطة البحرية) و(سياحة الأعمال) و(السياحة الرياضية) و(الثقافة والآثار والتاريخ) و(السياحة الترفيهية) و(الإعلام والأفلام السينمائية) و(السياحة العلاجية).
وأوضحت أن الهيئة تستهدف خمسة أسواق لاستقطاب المزيد من السائحين من دول مجلس التعاون الخليجي والصين والهند والمملكة المتحدة وألمانيا مؤكدة أنها بصدد التوسع في هذه الأسواق.
وأضافت ان هيئة البحرين للسياحة والمعارض بصدد إطلاق المزيد من الباقات السياحية الخاصة للسياح من عدة دول وأسواق مستهدفة وذلك بالتعاون مع شركاء سياحيين بما يضمن استقطابهم لاستكشاف ما تتمتع به المملكة من معالم سياحية استثنائية.
وأكدت ان مركز البحرين العالمي للمعارض يلعب دورا محوريا في دعم فعاليات الأعمال وقطاع السياحة مع زيادة العوائد والمساهمة في خلق فرص عمل تحقق التنوع والمساواة بتوظيف كلا الجنسين إضافة الى وجود ثماني نساء في مناصب قيادية بالمركز.
وأشارت بوحجي إلى التزام المركز ببناء وتطوير الكوادر البشرية وتدريب وتأهيل أعضاء فريق العمل ضمن خطة طويلة المدى.
وذكرت انه على الرغم من ان المركز يعد أحدث مركز معارض ومؤتمرات في منطقة الشرق الأوسط الا انه نجح في احتضان 186 فعالية في العام 2023 شكلت الفعاليات الدولية 5ر62 بالمئة منها كما استقبل قرابة 800 الف زائر من مختلف أنحاء العالم مع حجز ما مجموعه 8 ملايين متر مربع من مساحات العرض.