تشهد المملكة العربية السعودية، خلال فترة الصيف، تزامناً مع إطلاق الهيئة السعودية للسياحة لحملة «صيف السعودية 2024»، حِراكاً نوعياً على مستوى إقبال الزوار من مقيمي دول مجلس التعاون الخليجي خاصة، على أداء مناسك العمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، في رحلة غير تقليدية، تجمع بين أداء النُسك والقيام بتجارب سياحية فريدة من نوعها، في سبع وجهات سياحية متنوعة الطبيعة والمناخ، والأنشطة والفعاليات.
ما تتميز به المدينتان المقدستان، اشتمالهما على عدد من الوجهات التراثية والثقافية والحضارية، التي تمثل ركيزة بالنسبة للمعتمرين بعد الانتهاء من النسك، ففي مكة المكرمة، هناك، جبل النور وغار حراء، ومعرض ومتحف حي حراء الثقافي، الذي يقدم تجربة إثرائية فريدة، وتضم المدينة المنورة وجهات جاذبة أيضًا، بدءًا من جبل أحد، وساحة شهداء أحد، لما تمثّله من ذكرى تاريخية ارتبطت بأحداث معركة أُحُد التي وقعت في السنة الثالثة من الهجرة النبوية، وقصر عروة بن الزبير، وهو من أشهر القصور التاريخية، التي بنيت على ضفاف وادي العقيق، ومجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والمساجد ذات الإرث والتاريخ الإسلامي الثري، كمسجد قباء، ومسجد القبلتين، الذي حصل فيه تحويل القبلة لأول مرة، وموقع غزوة الخندق، الذي يعرف بالمساجد السبعة، ومتحف دار المدينة للتراث العمراني والحضاري.
تسهيل الإجراءات
ومن المهم الإشارة إلى أن منظومة السياحة السعودية، سهّلت بشكل كبير من إجراءات قدوم المعتمرين والزوار من كل دول العالم، لأداء مناسك العمرة وزيارة المدينة المنورة، وهو ما انعكس على زيادة التوافد، وهو نجاح ملموس يُحسب للمنظومة، ليس فقط على مستوى تفعيل السياحة للأماكن المقدسة، بل وإعادة اكتشاف الوجهات والتجارب السياحية المختلفة، التي تحظى بها المملكة العربية السعودية، مع الإشارة إلى التأكد من الحصول على موعد العمرة أو الصلاة في الروضة الشريفة، من خلال تطبيق «نُسُك» لخدمة قاصدي مكة المكرمة والمدينة المنورة.
البطاقات السياحية
وبالشراكة مع القطاع السياحي، سيوفر «صيف السعودية 2024» العديد من الباقات والبطاقات السياحية والترفيهية المميزة، التي تتناسب مع مختلف الأذواق والفئات العمرية، من العائلات والأفراد على حد سواء. وأكثر ما يدعم الحضور السياحي السعودي في الأسواق السياحية الإقليمية والدولية في هذا الصيف تحديدًا، هو تنوع الوجهات في المملكة، بين كلّ من الرياض وما تقدمه من برامج ترفيهية، ومدينة جدة بوجهاتها التاريخية وسواحلها الشاطئية، والباحة باحتضانها للجبال والغابات، وعسير والطائف بطبيعتهما الساحرة وإطلالتهما الخلابة، حيث يكون الطقس معتدلاً صيفاً، ومنطقة البحر الأحمر بمواصفاتها الاستثنائية، وممارسة الرياضات المائية في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، التي تُعدّ مستقبل الحياة العصرية على ساحل البحر الأحمر.
التأشيرة الإلكترونية للمقيمين
ومما يعزز فرص برنامج «صيف السعودية 2024»، بالنسبة لمقيمي دول مجلس التعاون الخليجي، إمكانية استخراج تأشيرة الزيارة الإلكترونية من خلال منصّة «روح السعودية»، والاستمتاع مع العائلة أو الأصدقاء بالموسم السياحي، الذي يتخلله أكثر من 550 منتجاً سياحياً، و150 عرضاً خاصاً، سيمكّنهم من اكتشاف التنوع البيئي والطبيعي والثقافي في المملكة، مع إمكانية التخطيط لزيارة الوجهات السياحية المتنوعة، بعد الانتهاء من أداء مناسك العمرة، وهو ما سيعمل على إثراء تجربة المعتمرين الثقافية والتراثية والدينية في آن واحد.
وعلى مدار العام الماضي 2023، رحبت المملكة بـ106.2 ملايين سائح، بإنفاق بلغ أكثر من 250 مليار ريال، وهو ما يُمثل أكثر من %4 من الناتج المحلي الإجمالي، وما يزيد على %7 من الناتج المحلي غير النفطي. هذه الأرقام وغيرها تؤكد أن المملكة أصبحت سوقًا جاذبًا على المستوى السياحي العالمي، نظرًا لما تتمتع به من مقومات سياحية عديدة ومتنوعة.
بطولة العالم للرياضات الإلكترونية
ويتميز «صيف السعودية 2024»، باستضافة العاصمة الرياض حاليًا للمرة الأولى لبطولة العالم للرياضات الإلكترونية، التي ستستمر حتى 25 أغسطس المقبل، وهو حدث عالمي يشهد مشاركة أفضل أندية الرياضات الإلكترونية واللاعبين، إذ يشارك فيه أكثر من 1500 لاعب، ممثلين عن 500 نادٍ من نخبة الأندية الدولية، وسيتنافسون على مدار ثمانية أسابيع في 22 بطولة بجوائز مالية هي الأغلى في تاريخ القطاع، بإجمالي قيمة تتجاوز 60 مليون دولار، ويُعد من بين أكبر مهرجانات الألعاب والرياضات الإلكترونية في العالم، ويصاحب هذا الحدث عدد من الفعاليات والمهرجانات المصاحبة.
تنوع وغنى
ومما شهده «صيف السعودية» هذا العام، عودة مواسم «جدة» و«عسير» الترفيهية، بحفلات وأنشطة ومناطق متنوعة، وتقديم خيارات عدّة للعائلات والأطفال ومختلف الزوار والسياح من داخل المملكة وخارجها، مما يؤكد تنوع التجارب السياحية المقدمة في عام 2024، والحرص على توفير «البهجة والسعادة»، وذكريات لا تنسى من المتعة والمغامرات والثراء الثقافي والحضاري.
