تجذب السياح المهتمين بالفن والطبيعة .. تجفيف الطماطم في إسنا بالأقصر
حياة الصعايدة إلهام لكافة السياح المهتمين بالفن والطبيعة , ففي قلب الجنوب المصري وتحديدًا في مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، يتحول مشهد تجفيف الطماطم إلى لوحة فنية تجمع بين عبق الطبيعة وروعة الإبداع. تمتد مساحات واسعة من الطماطم المجففة تحت أشعة الشمس الذهبية، مما يشكل خلفية طبيعية مثالية لجلسات التصوير. يأتي المصورون والفنانون من مختلف أنحاء مصر وخارجها، باحثين عن هذه اللوحات الطبيعية لالتقاط صور تعكس جمال البساطة وروح التراث الزراعي. مشهد الطماطم المجففة وسط حقول إسنا أصبح رمزًا للإبداع الفني، يجذب الأعين ويلهم الأفكار في مشهد يجمع بين الزراعة والفن.
مدينة إسنا، الواقعة في أقصى جنوب مصر، ليست فقط مدينة تاريخية تعج بالآثار والمباني الفرعونية والإسلامية، لكنها أيضًا تحمل بين طياتها أسرارًا زراعية ترتبط بتراث شعبي عريق. من أبرز هذه المشاهد التي تميز المدينة، هو مشهد تجفيف الطماطم، الذي يشتهر به سكان إسنا خلال فصول الصيف الحارة. يقوم الفلاحون بتوزيع الطماطم على مساحات واسعة من الأرض لتجفيفها تحت أشعة الشمس الحارقة، تمهيدًا لتخزينها واستخدامها في الطبخ خلال فصل الشتاء.
في السنوات الأخيرة، لم يعد مشهد الطماطم المجففة مجرد جزء من الروتين الزراعي، بل تحول إلى مقصد للفنانين والمصورين الباحثين عن مواقع تصوير مميزة. تستغل جلسات التصوير جمال الألوان الحمراء للطماطم المتناثرة تحت أشعة الشمس، والتي تشكل تناقضًا فنيًا مع الأرض الجافة وأشجار النخيل التي تحيط بالمزارع.
الإبداع بين الفن والزراعة
يُعد تصوير “السيشن” وسط تجفيف الطماطم فرصة استثنائية لالتقاط مشاهد فريدة. تأتي العرائس، وعشاق الطبيعة، وحتى المشاهير إلى إسنا لالتقاط صور في هذا المشهد الريفي الفريد. تشكل الطماطم الحمراء خلفية نابضة بالحياة، تبرز الجمال الطبيعي وتضيف لمسة من الأصالة والتراث المصري القديم.
يتحدث المصور أحمد، الذي يقوم بتنظيم جلسات تصوير فنية في إسنا، عن تجربته قائلاً: “المشهد هنا يتفوق على الاستوديوهات التقليدية، الألوان الطبيعية للطماطم المجففة مع انعكاس أشعة الشمس تعطي الصور بعدًا جماليًا مختلفًا. هنا، يمكن للمصور أن يلتقط جمال الريف المصري بطريقة بسيطة ولكن مؤثرة.”
الفن كوسيلة لتعزيز السياحة
لم تعد جلسات التصوير هذه مقتصرة على الفنانين والمصورين المحليين فقط، بل بدأت تجذب السياح الأجانب المهتمين بالفن والطبيعة. يجد الكثير من هؤلاء السياح في تجفيف الطماطم بإسنا فرصة فريدة للتعرف على الجانب الزراعي من حياة المصريين القدماء، في حين تتيح لهم جلسات التصوير هذه فرصة لالتقاط لحظات نادرة ومميزة تعكس روح الأصالة والتاريخ.
ويضيف السيد حسن، أحد مزارعي إسنا، قائلاً: “ما كنا نظنه جزءًا من عملنا اليومي أصبح الآن مزارًا للفنانين والسياح. نحن فخورون بأن الطماطم التي نجففها تُلهم هذا الكم من الإبداع.”
تحولت حقول الطماطم المجففة في إسنا إلى مسرح مفتوح للإبداع الفني، حيث تتناغم الألوان الحمراء للطماطم مع حرارة الشمس وروح الجنوب. إنها ليست مجرد عملية زراعية، بل باتت رمزًا لروح الإبداع الذي ينبع من أصالة التراث الريفي المصري، وجسرًا يجمع بين الفن والزراعة.