وجدان الفقيري تحوّل التمر المتساقط من تراث العُلا إلى قطع فنية تحت علامة “شقيلة”
تنطلق الشابة السعودية المُبدعة وجدان الفقيري؛ من محافظة العُلا من فكرةٍ بسيطةٍ بدأت بمنزلها، لتحقّق رؤية جمالية ترتكز على روح التراث. بعد أن استغلت التمر المتساقط من مزرعة والدها، الذي عادة ما يُهمل، فحوَّلته إلى قطعٍ فنية مُميزة تُحافظ عليها باستخدام موادّ خاصّة تمنع العفن والرائحة؛ مما يجعلها ثابتة وأنيقة؛ كعملية “تحنيط” طبيعي. وبلمساتها الخاصة، تُبدع من هذا التمر ميداليات مفاتيح تجمع بين أصالة التمر وجمال التصميم العصري.
ولم يتوقف إبداع وجدان هنا؛ بل واصلت بمهارتها تصميم ملابس شتوية مطرزة تعكس معالم العُلا، وتحكي قصصاً عن مكانتها التاريخية. تحمل كل قطعة لمسات حرفية تُعيد إحياء رموز التراث، وتلفت الأنظار بتفاصيلها المتقنة.
تحت عنوان “شقيلة”، اختارت وجدان تسمية مشروعها نسبة إلى ملكة الأنباط، شقيلة بنت الحارث الرابع؛ التي حكمت بين 40 ق.م و70 م، وكانت وصية على العرش لابنها رب إيل الثاني. تعكس هذه التسمية أصالة ورقي علامة “شقيلة”؛ لتصبح واجهة تُبرز الجمال النبطي وروح العُلا العريقة.
وعن تجربتها، تقول وجدان؛ لـ “سبق”: “بدأت كهواية، لكنني أدركت مع الوقت أنني أستطيع تحويل شغفي إلى مهنة تنبض بالأصالة، وأردت لكل قطعة أن تحمل شيئاً من موروثنا، وأن تكون حلقة وصلٍ بين الماضي والحاضر”.
اليوم، تجد “شقيلة” إقبالاً واسعاً، حيث خُصص لها ركنٌ مميزٌ في مهرجان التمور الذي تنظّمه الهيئة الملكية لمحافظة العُلا، والذي يستمر حتى 9 نوفمبر؛ ما يمنح وجدان فرصةً لاستعراض إبداعها أمام السياح من أنحاء العالم كافة والمتعطشين لجماليات التراث والتصميم الفريد.