الثقافة اليمنية والسعودية.. عمق تاريخي وروابط متجددة
تشترك الثقافة اليمنية والسعودية في جذور متينة وتقاليد تاريخية تتجاوز الحدود الجغرافية، فتربط بين الشعبين لغةٌ واحدة، وتقاليد مشتركة، وأنماط حياة متقاربة تعكس تاريخًا طويلًا من التواصل والتبادل، وتأتي فعاليات “أيام اليمن” ضمن مبادرة تعزيز التواصل مع المقيمين التي أطلقتها وزارة الإعلام بالشراكة مع الهيئة العامة للترفيه تحت شعار “انسجام عالمي” لتؤكد عمق تلك الروابط، وتستعرض تناغمًا ثقافيًا نابضًا، يعزز من روح التآخي بين شعوب المنطقة.
تراث القهوة وفن الضيافة
من أبرز مظاهر التقارب الثقافي التي يعكسها الموروث الشعبي بين البلدين هو حب القهوة وفن الضيافة، حيث تُعتبر القهوة رمزًا للكرم والاحتفاء بالضيف، وتشترك الثقافة اليمنية والسعودية في طرق إعدادها وأسلوب تقديمها المميز مع التمر، كجزء أساسي من طقوس استقبال الضيوف، وفي فعاليات “أيام اليمن” بحديقة السويدي بالرياض، أتيحت للزوار فرصة تجربة القهوة اليمنية ذات النكهة المميزة التي تختلف بإضافاتها وطريقة تحميصها، ما جعل هذه التجربة أقرب للجميع، إذ أنها تعكس امتدادًا لتقاليد مشتركة تعزز التواصل والتقارب بين السعوديين واليمنيين على مر الأجيال.
الموسيقى والرقصات الشعبية.. نبضٌ مشترك
تتداخل الفلكلوريات الشعبية بين الشعبين، فمثلاً في الرقصات التقليدية، يتميز كل من اليمن والسعودية بالعرضات والرقصات الجماعية المصحوبة بالدفوف والإيقاعات الشعبية، وقد جذبت العروض الفنية والرقصات اليمنية في “حديقة السويدي” أعدادًا كبيرة من الزوار، الذين شعروا بألفة وانسجام مع هذه العروض، لاسيما أنها تتماشى مع روح الرقصات المحلية التي تشترك في إيقاعاتها وتعبيراتها الفلكلورية.
مائدة مشتركة.. أكلات بنكهة الأصالة
ولأن المطبخ يعد جزءًا مهمًا من تقاليد الشعوب، أظهرت فعاليات “أيام اليمن” في “حديقة السويدي” تشابها في العديد من الأطباق مثل الحنيذ والمندي، والتي يتم تحضيرها بطرق متشابهة بين البلدين، مع تمايز خفيف في المكونات والتوابل، وهذا التناغم في المائدة يعكس امتدادًا ثقافيًا جعل المطبخ السعودي واليمني متقاربين إلى حد كبير، حيث تُعتبر هذه الأطباق رمزًا للاحتفال بالمناسبات الخاصة، وأصبحت جزءًا من هوية المائدة الخليجية واليمنية على حد سواء.
رؤية جديدة للتقارب والتعايش
مبادرة “انسجام عالمي” تفتح الباب لليمنيين المقيمين في المملكة، بالإضافة إلى السعوديين، للعيش ضمن مجتمع يقدر التنوع الثقافي، ويؤمن بأهمية التواصل، وتساهم هذه الفعاليات في تعزيز العلاقات وتوفير فرص للتعرف على الجوانب الثقافية والفنية التي تميز كل دولة، ما يزيد من تعميق الروابط بين الشعوب ويدعم التعايش والانسجام الاجتماعي الذي تنشده رؤية المملكة 2030.
وتُعد “أيام اليمن” في حديقة السويدي جزءًا من سلسلة فعاليات ممتدة تهدف إلى تجسير الفجوات وتعزيز الفهم المتبادل، حيث يتيح هذا اللقاء الثقافي فرصة للمقيمين والزوار للتواصل، وعيش تجارب ثقافية تعكس روح التضامن والوحدة بين أبناء الجزيرة العربية.