السعودية

“شتاء السعودية 2024”.. أحد محركات النمو المستدام للسياحة السعودية

يندرج برنامج “شتاء السعودية 2024” ضمن الجهود الرامية لتحقيق أهداف “رؤية السعودية 2030” في تنويع الاقتصاد، حيث يُعَد هذا البرنامج السياحي، إلى جانب البرامج والمبادرات السياحية المختلفة، جزءاً من إستراتيجية أوسع لبناء اقتصادٍ يعتمد على التنوُّع والاستدامة بعيداً عن النفط.

هذا البرنامج يُقدّم عديداً من الفعاليات التي تُسهم في توفير فرص استثمارية واقتصادية ضخمة، سواء من خلال تعزيز دور الشركات الصغيرة والمتوسطة، أو من خلال تشجيع أصحاب المشاريع الخاصّة في قطاعَي الترفيه والضيافة.

ومن خلال استقطاب مئات الآلاف من الزوّار من الداخل والخارج، يُسهم أيضاً هذا البرنامج في تحفيز الإنفاق المحلي وتنشيط الحركة الاقتصادية في قطاعات متعدّدة؛ فالتوسع في الأنشطة السياحية -من الفعاليات الموسيقية والفنية إلى المغامرات الطبيعية والتخييم- يوفّر فرص عمل متنوّعة للمواطنين، ويساعد على رفع كفاءة الكوادر في القطاعات السياحية والخدمية. ولعل الأثر الاقتصادي الأبرز يكمن في توجيه هذا البرنامج إلى الاستفادة من المواقع الطبيعية والمقومات التراثية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، وهذا يُسهم في زيادة حركة السياحة الداخلية، ويعزّز من الإيرادات الاقتصادية لتلك المناطق.

“شتاء السعودية” لا يقتصر على الترويج للفعاليات وحسب؛ بل يوفّر فرصاً أمام تنمية مهارات المواطنين ودعمهم لتقديم خدمات متميزة للسياح؛ فالاستثمار في هذا البرنامج لا ينحصر فقط في الترفيه؛ بل يتجاوزه ليشمل تعزيز السياحة كصناعة حيوية قادرة على دعم التنوُّع الاقتصادي، فإضافة إلى جذب السياح، يُسهم هذا الحدث في تطوير البنية التحتية ورفع مستوى الخدمات المحلية، حيث يتطلب تقديم مثل هذه البرامج استعداداً متزايداً في قطاعات، مثل: النقل والإقامة والخدمات العامة؛ ما يُسهم في تحسين مستويات الجودة ويؤدي إلى تأثير إيجابي مستدام.

ومع تزايد حجم الإنفاق السياحي خلال هذه الفترة، يُبرز برنامج “شتاء السعودية 2024” قدرة المملكة على استثمار مقوماتها السياحية وموقعها الجغرافي؛ لتصبح إحدى الوجهات الرئيسة للسياحة الشتوية، وبهذا يضع البرنامج حجر الأساس لتطوير صناعات سياحية جديدة، ويُسهم في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030؛ التي تستهدف ابتكار مصادر دخلٍ بديلة ومستدامة تدعم اقتصاد المملكة ككل، كما يُسهم في تعزيز صورة السعودية كوجهةٍ سياحيةٍ رئيسة، مما يشجع على استقطاب مزيدٍ من الاستثمارات الأجنبية في قطاع السياحة، ويُسهم في جهود تنويع روافد الاقتصاد.

في نهاية المطاف، “شتاء السعودية 2024” ليس مجرد برنامج سياحي متكامل؛ بل هو مشروعٌ اقتصاديٌّ يسعى لتحقيق أهدافٍ بعيدة المدى ترتكز على الاستدامة والابتكار، وبما أن هذا البرنامج يُسهم في توفير فرصٍ اقتصادية متعدّدة، فهو بذلك يُعزّز من مكانة المملكة على الساحة الدولية كمركزٍ اقتصادي وسياحي حيوي.

بلغ عدد السياح في المملكة 109 ملايين سائح خلال عام 2023م، من بينهم 27 مليون سائح وافد؛ بلغ حجم إنفاقهم 141 مليار ريال، وكان عدد السياح المحليين 82 مليون سائح؛ أنفقوا 141 مليار ريال على الخدمات السياحية، وبذلك يبلغ مجموع الإنفاق في عام 2023م على السياحة، 255 مليار ريال.

أما في النصف الأول من عام 2024م، فقد بلغ عدد السياح الوافدين إلى المملكة من الخارج نحو 18 مليون سائح خلال أول 7 أشهر من عام 2024م، وكان حجم إنفاق السياح الوافدين من خارج المملكة في النصف الأول من السنة، 93 مليار ريال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى