مسودة

“إبل السَّواحل” بالباحة.. رمزٌ وتراث

تحظى إبل “السَّواحل” أو “الساحليات”، في مراكز ناوان والرميضة وغيرها من السهول الساحلية التابعة لمنطقة الباحة، بعناية كبيرة واهتمام من الأهالي؛ لما تتميز به من الطّباع الجيّدة التي تنفرد بها عن غيرها من الإبل.

وفي هذه الأيام اكتست معالم القطاع التهامي بالخضرة، مع الأمطار التي هطلت عليها خلال الفترة الماضية، وتحوّلت الأرض إلى لوحة فنيّة، زاد من جمالها وجود مجموعات متعددة من إبل السواحل.

والإبل ذات قيمة كبيرة لدى أبناء منطقة الباحة، ويُعد تربيتها ورعيها والاعتناء بها جزءًا من تراثها وتاريخها وهويتها، حيث يعتمد عليها أهالي المنطقة سابقًا كونها وسيلة للتنقل وحمل الأمتعة، والحصول على منافعها الأخرى مثل: (ألبانها، ولحومها، وجلودها).

أكد لـ “هيئة وكالة الأنباء السعودية” أحد ملاك الإبل بالقطاع التهامي علي الزهراني: أن العلاقة بين الإبل ومالكها تتعدى كونها تجارة فقط أو حتى هواية، بل ارتباط تاريخي وموروث وثيق، لم تتغير تلك العلاقة على الرغم من مرور السنين.

وأشار إلى أن القطاع التهامي اشتهر بنوع “الأوارك الحمر” من الإبل وتسمى كذلك “العوادي” وتشتهر باللون الأحمر الغامق، مضيفًا أنه سميت بذلك لاعتيادها على أكل أشجار “الأراك”، ومع أنها تتغذى على الأشجار والنباتات الأخرى، إلا أن “الأراك” هو غذاؤها المفضل، ويظهر ذلك في طعم لبنها.

وأوضح أحد ملاك الإبل عالي الغامدي أن أبرز مميزات “الإبل الساحلية” وفرة الحليب وجودته، إضافة إلى جودة لحومها وخاصة في هذه التوقيت من كل عام التي تتوفر بها العديد من الأشجار بعد هطول الأمطار، مما يسهم في تخفيف أو الاستغناء عن أكلها من الشعير والبرسيم أو الأعلاف التي تتم زراعتها أو شراؤها.

وأضاف: تعد الإبل “الساحليات” أصغر جِرمًا وطولًا من غيرها، و ترعى في السُّهول السّاحلية، ولا تميل إلى الرّعي في الجبال، ولا تتأقلم في المناطق الباردة.

وأشاد عدد من ملاك الأبل “الساحلية” بدور فرع المركز الوطني للوقاية من الآفات النباتية والأمراض الحيوانية ومكافحتها “وقاء” بالمنطقة من خلال أعمال المتابعة المستمرة، والمساهمة في السيطرة على الأمراض الحيوانية الوبائية والمستوطنة، والآفات النباتية، التي تهدف إلى حماية صحة الإنسان والحيوان والبيئة بشكل عام، وانعكس ذلك على زيادة الملاك وأعداد الإبل وتعزيز الموروث الثقافي السعودي للإبل بالتزامن مع عام الإبل 2024م.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى