أماكن سياحية

رمال ساخنة ومياه كبريتية محافظة مصرية تمتلك أهم مقومات السياحة الاستشفائية

تمتلك محافظة الوادي الجديد العديد من المقومات السياحية الهائلة التي تمكنها من الانضمام إلى منظومة الاقتصاد الوطني، ومن أهم هذه المقومات “السياحة الاستشفائية” التي تعتمد في التخلص والتداوي من العديد من الأمراض على المكونات الطبيعية المتوافرة بكثرة في الوادي الجديد من الرمال الساخنة والآبار الكبريتية، وذلك وفق توجيهات القيادة السياسية بجعل مصر مقصدا أساسيا على الخريطة السياحية العلاجية العالمية، كأحد أهداف (رؤية مصر 2030) للتنمية المستدامة.

وقال مدير عام الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة في الوادي الجديد محسن عبد المنعم – في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن الوادي الجديد تزخر بثروات طبيعية قادرة على علاج العديد من أمراض العظام والمفاصل والروماتيزم والأمراض الجلدية كالصدفية، وذلك من خلال جلسات تتم بمنظور علمي بالدفن في الرمال الساخنة واستخدام طمي التربة والاستحمام بالمياه الكبريتية التي تتعدى حرارتها 42 درجة.

وأوضح أن جلسة الاستشفاء تحتاج إلى 5 أيام متواصلة بمقدار نصف ساعة يوميا، تتم من خلال الدفن في الرمال الساخنة، وفي اليوم الأخير يتم تغطية الجسم بالطمي، ثم الاستحمام في آبار المياه الكبريتية، مشيرا إلى أن الرمال والمياه الكبريتية لديهما القدرة على علاج مختلف أمراض العظام والأمراض الجلدية، بينما يعمل الطمي على امتصاص الأملاح من الجسم.

وأكد أن السياحة الاستشفائية في الوادي الجديد من الممكن أن تصبح مصدر جذب للسائحين المصريين والأجانب طوال العام، حيث يمكن التداوي بالرمال الساخنة صيفا، بينما التداوي بالمياه الكبريتية شتاء، وأضاف أن السياح المصريين والعرب يفضلون التداوي بالرمال الساخنة، بينما الأجانب يفضلون مياه الآبار الكبريتية وخاصة من دول التشيك والنمسا وألمانيا.

وكشف عبدالمنعم عن أن الوادي الجديد تعد مستقبل السياحة الاستشفائية في مصر، وتحتاج إلى مزيد من فرص التسويق السياحي، والتوسع في إقامة مناطق للإقامة والإعاشة بجوار مناطق الرمال الساخنة والمياه الكبريتية، مؤكدا أن كافة مناطق الوادي الجديد تتمتع بوفرة الأماكن الصالحة للاستشفاء، وأن من أهمها مناطق بئر(5 الغويطة) بالخارجة، و(موط 3 الجبل) بالداخلة، وبئر (6) بالفرافرة، وبئر (2 دوش) بباريس، وبئر (ذخيرة) ببلاط، مؤكدا أن المياه الكبريتية تتدفق من هذه الأبار على أعماق تصل إلى 700 متر.

في السياق.. قال سيد علوبة صاحب الـ 67 عاما، من مواطني مدينة الخارجة، إنه لجأ إلى التداوي بجلسات استشفائية بالرمال والمياه الكبريتية للتخلص من آلام المفاصل وتقوس الساقين، مشيرا إلى أنه حصل على جلسة كاملة لمدة 5 أيام شعر بعدها بتحسن كبير واختفاء الألم وبناء عليه الاستغناء عن أدوية المسكنات، مؤكدا الحرص على تكرار التجربة في الشتاء المقبل.

بدوره.. قال استشاري الأمراض الجلدية الدكتور محمد حمدي، إن المياه الكبريتية الساخنة مناسبة تماما لعلاج الأمراض الجلدية وأمراض الجهاز العضلي الهيكلي والأمراض الروماتيزمية، وترجع التأثيرات الملطفة والمسكنة للآلام والمضادة للالتهابات إلى عدة عوامل على رأسها دفء المياه، حيث إن تأثير دفء المياه يزداد بفعل كبريت الهيدروجين، الأمر الذي يمكن رؤيته بوضوح في إحمرار الجلد، وأن الاستحمام بمياه الآبار الكبريتية يعمل على استرخاء العضلات في كل أجزاء الجسم وتصبح الأنسجة الرابطة في الجسم أكثر مرونة وتتسع الأوعية الدموية وتزيد نبضات القلب وعملية التمثيل الغذائي، كما أن للمياه الكبريتية فوائد للمصابين بأمراض الإكزيما والالتهاب الجلدي العصبي والغضاريف المفصلية، ومناسبة تماما لعلاج أمراض الجهاز العضلي الهيكلي.

أما إسلام محمود أحد منظمي رحلات السفاري في الوادي الجديد، قال إن السياحة الاستشفائية تعتبر مقصدا أساسيا للسياح خلال تواجدهم في مناطق الوادي الجديد، ويحرصون على الاستمتاع بجمال الطبيعة والاستحمام داخل آبار المياه الكبريتية، مشيرا إلى أن السياحة الاستشفائية تعد نوعا من السياحة غير النمطية التي يبحث عنها السائح في برنامجه السياحي خاصة مع بداية موسم الشتاء وزيادة التدفق السياحي إلى الوادي الجديد، وطالب بأن تتولى وزارة السياحة والآثار دورا أكبر في دعم السياحة الاستشفائية بالوادي الجديد من خلال تنفيذ خطوات لأفكار قابلة للتنفيذ كربط البرامج السياحية الخاصة بالغردقة أو الأقصر أو أسوان بالوادي الجديد، وتوفير خدمة الطيران السياحي لنقل الأفواج السياحة، بالإضافة إلى الترويج للسياحة والسفر إلى الوادي الجديد.

وتتجه محافظة الوادي الجديد إلى تنفيذ خطة لاستغلال مقومات السياحة الاستشفائية، وذلك من خلال تحويل فندق الخارجة المملوك للمحافظة لمنتجع بيئي واستشفائي ليكون قبلة للسياحة الاستشفائية، كما أطلقت المحافظة في 20 نوفمبر 2023 مؤتمرا لتسويق وتنشيط السياحة العلاجية والاستشفائية، بحضور وفد من الأطباء الأوروبيين والمصريين، حيث تمت مناقشة أبرز المقومات الطبيعية التي تتمتع بها المحافظة والتي جعلت منها مقصدا متميزا للسياحة الاستشفائية، كما تم طرح عدد من الرؤى للنهوض بقطاع السياحة الاستشفائية وتم استعراض عدد من التجارب الرائدة في مجال علاج الأمراض الجلدية في الوادي الجديد، وذلك في إطار تحول العالم إلى الأخضر والسعي لصون الطبيعة وتحقيق الاستغلال الأمثل لها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى